الحكمة الأدنوية
الحكمة الأدنوية أسسها الفيلسوف كمال سلمان العنزي في سياق عمله الفكري. يركز هذا المفهوم على دراسة وتطبيق الفلسفة العملية التي تهتم بالأمور الدنيوية وتحديات الحياة اليومية، بدلاً من الانغماس في التجريدات الفلسفية البعيدة عن الواقع. في هذا السياق، "الأدنوية" تُشير إلى الأمور الدنيا أو الأرضية، وهي تتعلق بالحكمة التي تسعى لتحسين الحياة الإنسانية على الأرض من خلال الفهم العميق والتطبيق العملي للأفكار الفلسفية.
يسعى العنزي من خلال هذا المشروع إلى تقديم فلسفة تركز على الواقع المعاش وعلى كيفية توجيه الإنسان لحياته بناءً على المبادئ الفلسفية المتوافقة مع متطلبات الحياة اليومية. وهذا المفهوم يعكس جانبًا من فكر العنزي الذي يسعى إلى جسر الفجوة بين الفلسفة النظرية والتطبيق العملي في الحياة، مما يجعله مختلفًا عن الفلاسفة الذين يركزون على التأملات المجردة
مجموعة تعاليم حِكوميّة ـ تركز على المعرفة المتعلقة بالمذاهن والمشاعر والمعتقدات (= المذهن والمشعر والمعتقد) في الجانب النظري أو ما يسمى تقليديا (الحكمة النظرية)؛ وأما في الجانب العملي تكرس على حياة الإنسان ولوازمها، والعمر ومتعلقاته، وفهمه وتوابعه، بالابتناء على التنبه والإدراك والتأمل، وهذا هو الجانب العملي أو ما يسمى (الحكمة العملية).
موضوعها: الإنسان الحديث الباحث عن المعنوية والسلام وحكمة الحياة والمعرفة النوعية، وغايتها تكوين معرفة تنير الدرب للإنسان ليحقق ذاته ويتنفع من الحياة العملية والعمر العملي ويتحكم في ذهنه ومشاعره ومعتقداته.
يقول كمال سلمان:
في ظل طبيعة الحياة الحديثة المتغيرة ومؤقتية الأشياء وأهمها العمر والممتلكات والمتعلقات، وفقدان الأمل بالأهداف والأحلام التي تبدو جذابة وسرعان ما تبدأ بالتحور إلى شعور يأساني، ثم التحول إلى غياب أمل عميق، والانجذاب إلى قيمة الأشياء المادية والشهرة والمال مقابل القيم الاسبيروتالية والمعنوية؛ تسعى الحكمة الأدنوية إلى تقليل مرارة العيش التي تبرزها هذه الطبيعة على الإنسان، وتقرير الحقيقة التي على الإنسان أن يقتبلها بمنأى عن الانهماك في المفاهيم المجردة والمعقدة الموروثة والحاضرة. وترى الحكمة الأدنوية أنها الحكمة الحديثة التي تستند إلى «حكمة الفلسفة» وتُصرف جهدها بالانشغال التطبيقي في الحياة الواقعية الحديثة تسلك في دائرة جِدِّها نقل الإسبيروتالية «التجربة الروحية والمعرفة الذاتية» والمعنى الوجودي إلى ذوي العازة إلى حياة واقعية يومية هانئة وهادئة، عندما يواجهون الحياة والمصير والموت والألم.. والقرارات؛ كونها تنطلق بالإنسان إلى تقرر وجوده بالانبناء على المعنى الوجودي وقبول الواقع والحقيقة آملةً أن يجد شيئا من السلام الداخلي في ظل تعاليمها. وهذا يعني أنها تبحث عن فهم معاني الوجود الإنساني من جهة، وتحقيق السلام من جهة ثانية، والعيش الواقعي والفعلي المقرر على الحقيقة ضمن دائرة ما تسميه بـ«حكمة الفلسفة» من جهة ثالثة، فهي الحكمة التي تنتجها الفلسفة، والذي يباشر تعليم الحكمة الأدنوية هو فيلسوف، وهو معلم روحي وهو حكيم في الوقت ذاته، وعنده ذوات متناسقة لحقيقة واحدة جامع الأطراف تجاه قلق «الذات» و«الذهن» و«الروح» و«الحياة» و«العمر». ومبادئ هذه الحكمة هي «التفكير الوجودي» و«تجربة الوجود» و«المعنوية» (= القيم والأخلاق)، و«العقلانية» التي أعني منها ذلك المنظور الإغريقي الأرسطي القائل بـ«إمكانية تحقيق التوازن» بين هذه المبادئ كلها عندما يتم تطبيقه [1].
- الهدف من الحكمة الأدنوية: تسعى إلى مساعدة الإنسان الحديث على تقليل مرارة العيش الناتجة عن التغيرات السريعة في الحياة المعاصرة، مثل فقدان الأمل، والانشغال بالماديات، وغياب القيم الروحية. تعتمد على دمج الفلسفة بالتطبيق العملي لتحقيق السلام الداخلي5.
- المنهجية:
- تدمج بين "التجربة الروحية" و**"المعرفة الذاتية"** لفهم معنى الوجود.
- تركّز على تقبُّل الواقع كما هو، مع السعي لإيجاد معنىً في الحياة اليومية عبر الانخراط في الممارسات العملية بدلًا من الانغماس في المفاهيم المجردة512.
مصلحات ومفاهيم الحكمة الأدنوية
- ضرورة إعادة الإيمان بالله كمبدأ لا يمكن نكرانه في حياة الإنسان الحديثن لكن بمنـأى عن رؤية رجال الدين والسلطة.
- العلاقة مع الموت والألم: تحثُّ على مواجهة هذه الحقائق بروحانية واقعية.
- نقد الفلسفات التقليدية: ترفض الانشغال المفرط بالمفاهيم الميتافيزيقية التي لا تُجيب عن أسئلة الإنسان المعاصر.
- الدور الروحي للفيلسوف: يُصوَّر الفيلسوف هنا كمرشد روحي يساعد في تحقيق التوازن بين الذهن والروح512.
- الأفكورة: مصطلح أوجده الكاتب، وهو ذو دلالات متعددة منها التفكير الفلسفي النوعي في حدود المشروع .
النماذج
كمال سلمان العنزي، مصطفى ملكيان، عبد الجبار الرفاعي، داريوش شايغان، عبد الكريم سروش