حرب الوديعة
حرب الوديعة | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحرب الباردة العربية | |||||||||
![]() الدبابات اليمنية في الوديعة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
![]() |
![]() Supported by: ![]() | ||||||||
القادة والزعماء | |||||||||
![]() President of South Yemen ![]() Prime Minister of South Yemen ![]() Minister of Foreign Affairs of South Yemen ![]() Leader of the People's Defense Forces ![]() Governor of the Fifth Governorate |
![]() ملك المملكة العربية السعودية ![]() وزير الدفاع والطيران | ||||||||
الوحدات المشاركة | |||||||||
![]() ![]() ![]() | |||||||||
الضحايا والخسائر | |||||||||
٣٥ قتيلاً (ادعاء سعودي)[1] | ٣٩ قتيلاً و٢٦ رهينة [2][3] |
حرب الوديعة كانت نزاعاً حدودياً اندلع بين المملكة العربية السعودية واليمن الجنوبي في 27 نوفمبر 1969، إثر هجومٍ شنّته القوات اليمنية على مركز الوديعة الحدودي الواقع في منطقة الربع الخالي. انتهت المواجهات في 6 ديسمبر 1969 بانتصار القوات السعودية التي تمكنت من استعادة السيطرة الكاملة على المركز الحدودي.[4][5][6]
الأسباب
في 27 نوفمبر 1969 شنّت وحدات من الجيش النظامي اليمني هجوماً على مركز الوديعة السعودي الواقع على الحدود مع اليمن الجنوبي، حيث عبر اللواء الثلاثون مشاة مدعوماً بالطائرات والمدفعية وبعض المليشيات القبلية حدود المملكة وتمكن من دخول قرن الوديعة، بينما حاولت قوات أخرى التقدم نحو شرورة قبل أن يتم إيقافها.
عقب ذلك، أُبلغت القيادة السياسية والعسكرية السعودية، فأصدر الملك فيصل بن عبد العزيز أوامره بـ«طرد المعتدين»، وتولى الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع والطيران آنذاك قيادة العمليات، حيث أمر القوات البرية والجوية السعودية باستعادة المركز وإخراج القوات المعتدية من الأراضي السعودية.
أُوكلت المهمة إلى المنطقة الجنوبية العسكرية، وتمكنت القوات السعودية من استعادة السيطرة على مركز الوديعة بعد معارك استمرت نحو عشرة أيام بين 27 نوفمبر و6 ديسمبر 1969.[7]
مراحل معركة الوديعة
المرحلة الأولى (القصف الجوي)
بدأت العملية العسكرية السعودية بتمهيد ناري مكثف، حيث شنّ سلاح الجو الملكي السعودي قصفًا جويًا عند الساعة الواحدة ظهرًا في عام 1969م، استهدف خلاله مواقع القوات اليمنية الجنوبية المتمركزة في قرن الوديعة.
واستمر القصف الجوي حتى ساعات المساء، قبل أن يُستأنف في صباح اليوم التالي بشكل أكثر تركيزًا على مراكز القيادة والإسناد الإداري للقوات المعتدية، إضافة إلى خطوط المواصلات والقواعد الخلفية التابعة لها، تمهيدًا لتقدم القوات البرية السعودية لاستعادة السيطرة على المنطقة.
المرحلة الثانية (الهجوم البري)
بدأ الهجوم البري في الساعة (09:45 رمضان 1389هـ/ 1969م) على محورين كالتالي:
- (أ) كتيبة من الحرس الوطني مع فصيل البندقية م/د (106) وبعض فصائل أخرى تسلك المحور الغربي لتطهير واستعادة قرن الوديعة وطرد القوات المهاجمة.
- (ب) س2 ك1 ل8 + س1 ك1 ل10 + فصيل بندقية م/د 106 + مجموعة من خويا الإمارة والمجاهدين السعوديين وحرس الحدود السعودي والقوات البرية السعودية تسلك المحور الشرقي عبر وادي أم السلم وغربه لمواجهة القوات اليمنية الجنوبية.
خلال الهجوم حاولت القوات اليمنية الجنوبية المتمركزة في أم السلم القيام بهجوم مضاد ضد الجيش السعودي عندما انقسمت إلى قسمين قسم أصبح يشاغل القوات السعودية المهاجمة، وقسم قام بالالتفاف من الناحية الشرقية إلا أن المحاولة فشلت. وفي اليوم التالي بدأ الاشتباك عند الفجر واستمر طيلة النهار عندها قتلت القوات السعودية قائد لواء في القوات اليمنية الجنوبية، وتقدمت القوات السعودية وإستطاعت هزيمة القوات الجنوبية اليمنية وبدأت القوات الجنوبية اليمنية في الهروب والانسحاب والتراجع من مواقعهم، وحدث استغلال نجاح ومطاردة حتى تم طردهم نهائياً خارج حدود المملكة العربية السعودية يوم 24 رمضان 1389هـ/ 1969م، وفي 25 رمضان 1389هـ/ 1969م صدر الأمر من الملك فيصل بإيقاف القتال وتوقف الجيش السعودي عند الحدود بين البلدين.
المرحلة الثالثة (التعزيز)
تمكنت القوات السعودية من استعادة مركز الوديعة والسيطرة عليه بالكامل، ثم اتخذت مواقع دفاعية محصنة لتأمين المنطقة. وقد بلغت خسائر الجانب السعودي استشهاد 39 فردًا وأسر 26 آخرين، إضافة إلى تدمير بعض المعدات وإسقاط طائرة مقاتلة.
أما القوات اليمنية الجنوبية فقد تكبّدت خسائر فادحة، إذ أُسر عدد كبير من أفرادها، ودُمرت معظم أسلحتها ومعداتها، بينما استولت القوات السعودية على ما تبقّى منها. وبعد انتهاء العمليات، تدفقت التعزيزات السعودية إلى شرورة، حيث وصلت بقية الكتيبة الأولى من اللواء العاشر، إلى جانب سرية مدرعات وسرية هاون ووحدات دعم أخرى لتعزيز الموقف الدفاعي وتأمين الحدود.
ما بعد المعركة
في أعقاب حرب الوديعة، شرعت الحكومة السعودية في تنفيذ برنامج واسع لتشييد مواقع عسكرية في المنطقة الحدودية، كما عزّزت وجودها العسكري في شرورة القريبة من مركز الوديعة. واستمرت التوترات بين السعودية واليمن الجنوبي لسنوات لاحقة، خصوصًا بعد اتفاق طرابلس عام 1972 الذي نصّ على توحيد شمال وجنوب اليمن، وهو ما أثار معارضة سعودية خشية قيام دولة يمنية موحدة قوية على حدودها الجنوبية.[8]
وفي مارس 1973، أعلنت السعودية أن طائرتين من طراز "ميغ" تابعتين لليمن الجنوبي هاجمتا مركز الوديعة، بينما نفى الجنوب وقوع الحادث، متهمًا السعودية بمحاولة خلق ذريعة لتدخل عسكري.[9] شهدت العلاقات انفراجًا مؤقتًا في نوفمبر 1977، لكن سرعان ما تدهورت مجددًا، مما أدى إلى استدعاء السفراء بين البلدين.[9]
كما أُبلغ عن اشتباكات جديدة في يناير 1978 تضمنت مزاعم بإسقاط أربع طائرات "لايتننغ" سعودية من قبل مقاتلات "ميغ" جنوبية، وهو ما نفته السعودية. واستمرت المناوشات بشكل متقطع حتى فبراير 1987.[9]
وفي النهاية، حُسم النزاع الحدودي رسميًا بعد توقيع "معاهدة جدة" عام 2000، والتي أكدت السيادة السعودية على مركز الوديعة وأنهت عقودًا من التوترات بين البلدين.[10]
طالع أيضًا
مصادر
- ^ Bidwell, Robin Leonard (1998). Dictionary of Modern Arab History: An a to Z of over 2,000 Entries from 1798 to the Present Day. Routledge. ISBN 978-0-7103-0505-3.
- ^ Halliday, Fred (4 April 2002). Revolution and Foreign Policy: The Case of South Yemen, 1967-1987. Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-89164-6.
- ^ Schwinghammer, Torsten (24 April 2018). Warfare Since the Second World War. Routledge. ISBN 978-1-351-28970-2.
- ^ Halliday, Fred (2002). Revolution and Foreign Policy: The Case of South Yemen, 1967-1987. Cambridge University Press. p. 160. ISBN 9780521891646.
- ^ Bidwell, Robin (1998). Dictionary Of Modern Arab History. Routledge. p. 437. ISBN 9780710305053.
- ^ Gantzel, Klaus Jürgen (2000). Warfare Since the Second World War. Transaction Publishers. p. 259. ISBN 9781412841184.
- ^ Warfare since the Second World War. New Brunswick, NJ : Transaction. 2000.
- ^ Halliday, Fred (2002). Revolution and Foreign Policy: The Case of South Yemen, 1967-1987. Cambridge University Press. p. 160. ISBN 9780521891646.
- ^ أ ب ت Bidwell, Robin (1998). Dictionary Of Modern Arab History. Routledge. p. 437. ISBN 9780710305053.
- ^ Burrowes, Robert D. (2010). Historical Dictionary of Yemen. Rowman & Littlefield. p. 421. ISBN 9780810855281.