معركة بلينهايم

Coordinates: 48°38′42″N 10°36′0″E / 48.64500°N 10.60000°E / 48.64500; 10.60000
Battle of Blenheim
جزء من the War of the Spanish Succession
Duke-of-Marlborough-signing-Despatch-Blenheim-Bavaria-1704.jpg
Duke of Marlborough Signing the Despatch at Blenheim
التاريخ13 August [ن.ق. 2 August] 1704
الموقع48°38′42″N 10°36′0″E / 48.64500°N 10.60000°E / 48.64500; 10.60000
النتيجة Grand Alliance victory[1]
المتحاربون
Grand Alliance:
القادة والزعماء
القوى
  • 52,000
  • 66 guns
  • 56,000
  • 90 guns
الضحايا والخسائر
12,984
  •  • 4,542 killed
  •  • 7,942 wounded
  •  • 500 captured
27,190
  •  • 6,000 killed or drowned
  •  • 7,000 wounded
  •  • 14,190 captured
معركة بلينهايم is located in ألمانيا
معركة بلينهايم
الموقع داخل ألمانيا
معركة بلينهايم is located in أوروپا
معركة بلينهايم
معركة بلينهايم (أوروپا)

The Battle of Blenheim (ألمانية: Zweite Schlacht bei Höchstädt; فرنسية: Bataille de Höchstädt; هولندية: Slag bij Blenheim) fought on 13 August [ن.ق. 2 August] 1704, was a major battle of the War of the Spanish Succession. The overwhelming Allied victory ensured the safety of Vienna from the Franco-Bavarian army, thus preventing the collapse of the reconstituted Grand Alliance.

Louis XIV of France sought to knock the Holy Roman Emperor, Leopold, out of the war by seizing Vienna, the Habsburg capital, and gain a favourable peace settlement. The dangers to Vienna were considerable: Maximilian II Emanuel, Elector of Bavaria, and Marshal Ferdinand de Marsin's forces in Bavaria threatened from the west, and Marshal Louis Joseph de Bourbon, duc de Vendôme's large army in northern Italy posed a serious danger with a potential offensive through the Brenner Pass. Vienna was also under pressure from Rákóczi's Hungarian revolt from its eastern approaches. Realising the danger, the Duke of Marlborough resolved to alleviate the peril to Vienna by marching his forces south from Bedburg to help maintain Emperor Leopold within the Grand Alliance.

A combination of deception and skilled administration – designed to conceal his true destination from friend and foe alike – enabled Marlborough to march 400 km (250 mi) unhindered from the Low Countries to the River Danube in five weeks. After securing Donauwörth on the Danube, Marlborough sought to engage Maximilian's and Marsin's army before Marshal Camille d'Hostun, duc de Tallard, could bring reinforcements through the Black Forest. The Franco-Bavarian commanders proved reluctant to fight until their numbers were deemed sufficient, and Marlborough failed in his attempts to force an engagement. When Tallard arrived to bolster Maximilian's army, and Prince Eugene of Savoy arrived with reinforcements for the Allies, the two armies finally met on the banks of the Danube in and around the small village of Blindheim, from which the English "Blenheim" is derived.

Blenheim was one of the battles that altered the course of the war, which until then was favouring the French and Spanish Bourbons. Although the battle did not win the war, it prevented a potentially devastating loss for the Grand Alliance and shifted the war's momentum, ending French plans of knocking Emperor Leopold out of the war. The French suffered catastrophic casualties in the battle, including their commander-in-chief, Tallard, who was taken captive to England. Before the 1704 campaign ended, the Allies had taken Landau, and the towns of Trier and Trarbach on the Moselle in preparation for the following year's campaign into France itself. This offensive never materialised, for the Grand Alliance's army had to depart the Moselle to defend Liège from a French counter-offensive. The war continued for another decade before ending in 1714.

تعدّ معركة بلينهايم أهم معارك حرب الوراثة الإسبانية التي امتدت بين عامي 1701 ـ 1714 ، و كان طرفاها الرئيسان : • فرنسا و إسبانيا من جهة . • دول الحلفاء (إنكلترا ـ الأقاليم المتحدة [هولاندا] ـ الدنمارك ـ الإمبراطورية الجرمانية [النمسة و هنغاريا و الإمارات الألمانية] ) من جهة أخرى . • بينما انضمت كل من (إمارة بافاريا و هنغاريا) إلى فرنسا و (البرتغال) إلى الحلفاء خلال الحرب .

خلفية

Portrait of the Duke of Marlborough by Adriaen van der Werff (December 1704) Uffizi

أسباب الحرب

السبب المباشر

الخلاف الأوربي على وراثة عرش إسبانيا و اقتسام الأملاك الخاصة بالملك الإسباني شارل الثاني في الخارج ، حيث لم يرزق الملك الإسباني بأي أبناء و لم يكن له أي أخ ذكر ، بينما تزوجت أختاه من كل من لويس الرابع عشر ملك فرنسا ، و ليوبولد الأول الإمبراطور الجرماني ، و لم يتبق من ثمار زواج أخته الأولى إلا حفيدها فيليب دوق أنجو ، بينما أنجبت أخته الثانية من الإمبراطور ليوبولد الأول ، شارل ـ هبسبورغ أرشيدوق النمسا ، كان هذان الأميران بالإضافة إلى أمير مقاطعة بافاريا جوزيف فرديناند الذي يمت بصلة القرابة للعائلة المالكة الإسبانية ، المرشحين الأوفر حظا ً لخلافة الملك الإسباني شارل الثاني .

في سنة 1698 اتفق وليم أورانج ملك الأقاليم المتحدة (هولندا) و إنكلترا (منذ العام 1688)مع الملك الفرنسي لويس الرابع عشر ، على دعم ترشيح جوزيف فرديناند أمير بافاريا لوراثة العرش الإسباني ، على أن يتخلى لمرشح فرنسا فيليب دوق أنجو عن الممتلكات الإسبانية في إيطاليا ، هذه ـ الصفقة ـ إن صحّ القول لم ترض الإمبراطور ليوبولد الأول بسبب استبعاد مرشحه شارل ـ هبسبورغ أرشيدوق النمسا ، كما عارضها الرأي العام الإنكليزي الذي وجد أن فرنسا حصلت من خلالها على بوابة واسعة لها على أسواق الشرق عبر إيطاليا .

في بداية سنة 1699 توفي بشكل غير متوقع جوزيف فرديناند أمير بافاريا المرشح لوراثة الملك الإسباني شارل الثاني مما استوجب عقد صفقة أخرى بين القوى المختلفة ، فتم التوافق على أرشيدوق النمسا شارل ـ هبسبورغ ، إلا أن لويس الرابع عشر استطاع بشكل سري إقناع الملك الإسباني شارل الثاني قبيل وفاته سنة 1700 بكتابة تعهد ـ على شكل وصيّة ـ بالتنازل عن كافة ممتلكاته لمرشح فرنسا فيليب دوق أنجو ، الأمر الذي أدى بعد وفاته إلى شعور عام بالحنق على فرنسا ، و زاد الطين بلة أن الملك الفرنسي لويس الرابع عشر بعدما قام بدعم حفيده و نصبه وفقا ًلوصية الملك الإسباني الراحل على عرش إسبانيا باسم فيليب الخامس أعلن مباشرة اعترافه بحقوق حفيده في تولي عرش فرنسا أيضا ً ملمحا ً بذلك لاتحاد التاجين الفرنسي و الإسباني ، و مثل هذا الإعلان كان بمثابة إعلان حرب كونه يخلّ بالتوازن الأوروبي .

الأسباب غير المباشرة

ـ سياسيا ً : عكس الصراع بين أسرتي هبسبورغ و بوربون أدوارا ً طويلة من تاريخ أوربا الحديث ، حيث حكمت الأسرة الأولى بشكل رئيسي الإمبراطورية الجرمانية المقدسة التي ورثت الثقل التاريخي للإمبراطورية الرومانية في أوربا ، كما حكمت إسبانيا لفترة لا بأس بها أيضا ً ، فلما انتقل حكم إسبانيا لأحد أفراد أسرة بوربون ـ التي ينتمي لها ملوك فرنسا ـ وجه ذلك صفعة للجهود التي بذلها خلفاء الإمبراطور شارل الخامس من آل هبسبورغ للحفاظ على وحدة الإمبراطورية التي شملت النمسة و هنغارية و ألمانية و إيطالية و الأراضي المنخفضة (هولندا و بلجيكا و اللوكسمبورغ حاليا ً) و إسبانيا في عهد جدهم .

من جهة أخرى كان اعتراف لويس الرابع عشر بأحقية الأمير جيمس الثالث ابن الملك الإنكليزي المخلوع جيمس الثاني بالعرش الإنكليزي بعد وفاة والده سنة 1701 ، استفزازا ً واضحا ً لمشاعر الإنكليز و خاصة البروتستانت منهم الذين لاقوا كافة أنواع الاضطهاد و التصفية في ظل حكم الملك جيمس الثاني الكاثوليكي النزعة ، فغدا الرأي العام الإنكليزي يحرّض عبر الصحافة على الحرب الأمر الذي حدا بالملك وليم أورانج إلى تفعيل الحلف مع الإمبراطورية الجرمانية ضد فرنسا ، لكنه توفي سنة 1702 فاختيرت الأميرة آن البروتستانتية ابنة الملك جيمس الثاني و زوجة الأمير جورج الدنماركي ملكة على البلاد ، فما لبثت الأخيرة أن أعلنت الحرب على فرنسا .

ـ اقتصاديا ً :لعب العامل الاقتصادي دورا ً كبيرا ً في اندلاع حرب الوراثة الإسبانية ، حيث مارست فرنسا قيودا ً شديدة على التجارة الإنكليزية داخل أراضيها ، بينما ازداد التنافس على واردات المستعمرات في آسيا و إفريقيا و الأمريكيتين ، و أصبح من الواضح أن فرنسا ستضع يدها على المستعمرات الإسبانية في أمريكا الجنوبية بعد تنصيب فيليب الخامس حفيد لويس الرابع عشر ملكا ً على إسبانيا ، و لم يطل الأمر حتى باشرت فرنسا اتخاذ إجراءات تؤكد هذه السيطرة ، ففرضت رقابة على تجارة الرقيق مع المستعمرات الإسبانية و قننتها بالموافقة لإنكلترا على إرسال سفينة واحدة في العام ، هذا الأمر هدد كلا ً من إنكلترا و هولندا بخسارة أسواقها خارج أوربا .

ـ دينيا ً : شهد القرن السابع عشر صراعا ً دمويا ً بين البابوية الكاثوليكية و الحركة الإصلاحية البروتستانتية ، و امتاز بالحروب الدينية المتتالية إلا أن اعتناق بعض الأسر المالكة الأوربية للبروتستانتية رسّخ نوعا ً من التوازن الديني داخل أوربا ، لكنه أصبح من الواضح أن فرنسا لويس الرابع عشر بسيطرتها على إسبانيا استطاعت توحيد الجبهة الكاثوليكية ، و استعدت لسلب البروتستانتية مكاسبها الأخيرة ، خاصة إنكلترا التي خلعت ملكها الكاثوليكي جيمس الثاني على يد صهره وليم أورانج البروتستانتي ملك الأقاليم المتحدة (هولندا) سنة 1688 ، إلا أن هذا العامل يبقى ثانويا ً إذا ما قورن ببقية أسباب الحرب .

أهمية بلينهايم :لم تكن المعركة التي جرت قرب قرية بلينهايم على نهر الدانوب ـ إحدى قرى بافاريا جنوب ألمانيا ـ الوحيدة من حيث الحجم و عديد القوات خلال حرب الوراثة الإسبانية ، بل إن العديد من معارك هذه الحرب كانت أضخم و أشرس ، إلا أن أيا ً منها لم يترك نتائج مباشرة على مجريات الحرب كما فعلت معركة بلينهايم . حيث شهدت سنة 1703 انضمام إمارة بافاريا إحدى أركان الإمبراطورية الجرمانية لمعسكر فرنسا و ذلك لتجاوز الإمبراطور لأميرها و عدم تعيينه قائدا ً أعلى للقوات ، كما اندلعت ثورة كبيرة في هنغاريا على حكم الإمبراطور الجرماني الأمر الذي هدد عاصمة الإمبراطورية فيينا ، و عملت فرنسا بمساعدة حليفها الالكتر (المستشار) ماكس أمانويل أمير بافاريا على الزحف نحو فيينا و دعم الثورة الهنغارية لفرض التسوية على الإمبراطور ليوبولد الأول و إخراجه من الحرب ، بما يؤدي تلقائيا ً إلى تصدّع الحلف المعادي لفرنسا . كانت إنكلترا تراقب بعين الحذر التطورات على جبهة الدانوب ـ بافاريا ، في الوقت الذي كان فيه الإنكليزي جون تشرشل دوق مارلبورو القائد العام لقوات الحلف يحرز بعض التقدم في إقليم الفلاندر في الشمال الأوربي ، إلا أن الضغوط القوية التي مارسها سفير الحلفاء في لندن (فراتيسلو) أجبرت دوق مارلبورو على العمل لنجدة حلفائه على جبهة الدانوب ـ بافاريا فكانت معركة بلينهايم ضرورة قصوى لإنقاذ فيينا و بالتالي إنقاذ التحالف ، و الاستمرار في النضال ضد سياسات لويس الرابع عشر .

الطريق إلى بلينهايم

ـ جيش الحلفاء : أبدى القائد الإنكليزي دوق مارلبورو مهارة عسكرية و إدارية كبيرة قبيل معركة بلينهايم ، حيث كان عليه أن يواجه العديد من المعوقات التي تمثلت بـ : ـ قيادة جيش متعدد الجنسيات فيه الألمان و الإنكليز و الهولنديون و الدنماركيون و غيرهم من الجنود و الفرسان المرتزقة و ما يشوب مثل هذه الجيوش من مشاعر الحسد و الكره و عدم الانضباط في صفوفها . ـ إن تحركه نحو الدانوب و تركه لجبهة الفلاندر سوف يجعل الأقاليم المتحدة (هولندا)مكشوفة أمام الفرنسيين ، فكان عليه التحرك سرا ً أو أن يرغم الفرنسيين على مجاراته في تحركه . ـ التحرك من شمال القارة الأوربية نحو وسطها و هي مسافة طويلة يتخللها نهرا (الموزل) و (الراين) و تحرسها الجيوش الفرنسية .

تغلب دوق مارلبورو على تلك المعوقات بما تحلى به من صفات قيادية و إدارية و عسكرية ، حيث أخفى وجهة حملته الحقيقية و صرّح أمام حلفائه الهولنديين أن تحرّكه لن يتعدى حدود نهر الموزل و بذلك أزال مخاوفهم من فراغ جبهتهم من القوات الكافية لمواجهة أي هجوم فرنسي محتمل ، كما ضلل جواسيس فرنسا عن هدف مسيره ، أما على الصعيد الإداري فقد تميز بالاستعدادات المسبقة بداية من تنظيم المستودعات و تأمين الامدادات ، و نهاية بتنظيم مخيمات الإقامة خلال مرحلة المسير . و لقد سهل ذلك كثيرا ً من مهمة دوق مارلبورو الذي فرض على قادته احترام السكان و عدم التعرض لهم ، و دفع ثمن كل ما يتم شراؤه فورا ً (و بالعملة الذهبية) و فرض على جنوده تدابير انضباطية صارمة ، فأقام بذلك أفضل العلاقات مع سكان البلاد الذين أخذوا بدورهم في تقديم كل مساعدة لجيشه ، و عندما عبرت قواته نهري الموزل و الراين كان هناك جسران من القوارب أعدّا مسبقا ًو نظما لتأمين عملية العبور ، و لابد من الإشارة أن جيش الحلفاء المقدّر عدده بـ 40 ألف مقاتل انطلق من مدينة بدبورغ في الأقاليم المتحدة (هولندا) في 19/أيار(مايو)/1704 و وصل مدينة (غروس هيباك) قرب نهر الدانوب في 14/حزيران(يونيو)/1704 حيث التقى الأمير أوجين (أميرسافوي و رئيس مجلس الحرب الإمبراطوري) و أمير (بادن) قاطعا ً بذلك مسافة 250 ميلا ً .

تم الاتفاق بين القادة الثلاثة على أن يتوجه الأمير أوجين بجيش قوامه 30 ألف نحو نهر الراين بمناورة لمنع تقدم القائد الفرنسي فيللروا قائد جبهة الألزاس باتجاه إقليم بافاريا ، على أن يقوم كل من دوق مارلبورو و أمير بادن بنحو 70 ألف مقاتل بغزو بافاريا لإجبار حاكمها الالكتر على التخلي عن ولائه لفرنسا ، و مالبث القائدان أن سيطرا على تلال شلنبرغ و قلعة دونوورث الاستراتيجية التي تتحكم بطرق المنطقة يوم 2/تموز(يوليو)/1704 بعد مواجهة قصيرة إلا أنها دامية بما شكل مقدمة لمعركة بلينهايم .

ـ الجيش الفرنسي : كانت القوات الفرنسية قد انتشرت في إقليم بافاريا منذ عام 1703 و استطاعت بمساعدة حاكمه الالكتر من هزيمة الجيش النمساوي (الإمبراطوري) في معركة هوشست الأمر الذي فتح الطريق نحو العاصمة فيينا ، إلا أن تردد الحاكم البافاري و تراخي القيادة الفرنسية أضاع هذا النجاح ، و عند انطلاق حملة دوق مارلبورو على جبهة الدانوب ـ بافاريا سنة 1704 كانت القوات الفرنسية في الإقليم تحت قيادة الماريشال (مارسان) ، الذي انتظر و الحاكم الالكتر في مدينة (أوغسبورغ)قوات الدعم بقيادة الماريشال (تالارد) التي بدأت عبور ممرات الغابة السوداء يوم 16/تموز(يوليو)/1704 بصعوبة كبيرة بسبب وقوعها في أراضي أمير بادن فلم تصل مدينة (أولم) على الطرف الآخر من الغابة حتى يوم 29/تموز(يوليو)/1704 بينما لم تنضم إلى تجمع قوات (الالكتر و مارسان) في (أوغسبورغ) حتى يوم 5/آب(أغسطس)/1704 ، في الوقت نفسه كان الماريشال الفرنسي فيللروا يقود جيشه عبر نهر الموزل احترازا ً لتحرك جيش دوق مارلبورو المريب و المحير بالنسبة للفرنسيين ، حيث فوجئوا بظهوره عند نهر الدانوب ، كما أن مناورة الأمير أوجين أرغمت الماريشال فيللروا على الثبات في موقعه مدينة (استراسبورغ) في الألزاس و عدم الانضمام إلى (تالارد) و (مارسان) و (الالكتر) ، بينما انسحب الأمير أوجين موهما ً خصمه أنه باق ٍ في مواقعه ، و بذلك فقد الفرنسيون جهود الماريشال فيللروا في معركتهم المرتقبة مع الحلفاء .

في صباح 5/آب/1704 أصبح تعداد الجيش الفرنسي ـ البافاري المتجمّع في أوغسبورغ يبلغ ما بين 56 ألف إلى 60 ألف مقاتل مدعومين بـ 90 مدفع ، في الوقت الذي قاد فيه أمير بادن 15 ألف مقاتل لحصار اينغولستادت و كانت هذه رغبة كل من دوق مارلبورو و الأمير أوجين بإبعاد أمير بادن عن مسرح عملياتهما بسبب الفتور الذي أبداه اتجاه خطتهما ، و رغبته بالاحتفاظ بالقيادة العامة كونه القائد العام لقوات الحلفاء على جبهة الدانوب ، و أصبح تعداد جيش الحلفاء قبيل معركة بلينهايم حوالي 52 ألف مقاتل مدعومين بـ 52 مدفعا ً.

تحرك الجيش الفرنسي ـ البافاري باتجاه الشمال بقيادة الماريشال تالارد يوم 10/آب(أغسطس)/1704 و عبر نهر الدانوب مهددا ً بذلك خطوط مواصلات جيش الحلفاء ، فما كان من دوق مارلبورو و الأمير أوجين إلا أن حشدا قواتهما في دونوورث يوم 11/آب استعدادا ً لوقف زحف الفرنسيين بينما تقدم تالارد و عسكر في المنطقة بين مدينة بلينهايم و بلدة لوتزنجن .

ميدان المعركة

كان نهر الدانوب يحد ميدان المعركة من جهة الجنوب ، بينما يتعامد عليه جدول نهر (نييل) الذي يفصل بين جيش الحلفاء و الجيش الفرنسي ـ البافاري ، و كانت القوات الفرنسية ـ البافارية تحتل الجانب الغربي من جدول نييل حيث تقع ثلاث مدن و بلدات هي (لوتزنجن) و (اوبرغلو) و (بلينهايم) مرتبة من الشمال إلى الجنوب .

أسند القائد الفرنسي تالارد جناح جيشه الأيمن إلى نهر الدانوب حيث مدينة بلينهايم ، أما جناح جيشه الأيسر حيث القائد مارسان و الالكتر فتمركز بين بلدتي لوتزنجن و اوبرغلو ، أما قلب الجيش فكان يغطيه جدول نييل المستنقعي لكن الشكل العام أخذ شكل جيشين منفصلين حيث جيش تالارد في الميمنة و القلب و معه 32 ألف رجل ، و جيش الالكتر و القائد مارسان في الميسرة و معهما 23 ألف رجل ، الأمر الذي جعل النقطة الفاصلة بين الجيشين نقطة قاتلة .

على جبهة الحلفاء شرقي جدول نييل كان الوضع مشابها ً إلى حد ما حيث قاد الأمير أوجين جيشه المكون من 16 ألف رجل في مواجهة الجناح الأيسر للفرنسيين حيث يتواجد الالكتر و القائد مارسان ، بينما واجه دوق مارلبورو بما تبقى من قوات (36 ألف رجل) قلب الفرنسيين و جناحهم الأيمن حيث يتمركز القائد تالارد ، و صار مصير المعركة متعلقا ً بقدرة أي من الطرفين على التنسيق التام بين قسمي جيشه .


مجريات المعركة 13/آب/1704

رغم تفوق قائد الجيش الفرنسي ـ البافاري تالارد بعدد الرجال و المدفعية إلا أنه اتخذ موقف الدفاع ، بينما بادر دوق مارلبورو بشكل جريء إلى الهجوم على طول الجبهة و استطاع مد ستة جسور منها خمسة صنعت من الزوارق على جدول نهر (نييل) تحت هدير المدافع عبرت عليها قواته ، و يمكن إجمال أحداث المعركة بأربع مراحل : المرحلة الأولى : امتدت من الصباح حتى الظهيرةقامت خلالها قوات دوق مارلبورو بمهاجمة قرية بلينهايم (الجناح الأيمن للفرنسيين) ، و رغم فشل الهجوم إلا أنه ساهم بتثبيت الفرنسيين هناك و عدم قيامهم بأي هجوم مضاد .

المرحلة الثانية : استمرت طوال فترة الظهيرة ، شهدت معارك دموية بين فرسان الطرفين في منطقة الوسط ، بينما شن الأمير أوجين هجوما ً على الجناح الأيسر لم يحقق من خلاله أي تقدم ، كما فشل الهجوم على قرية (اوبرغلو) ذات الموقع الاستراتيجي ، مما ترك ثغرة بين قوات الأمير أوجين و قوات دوق مارلبورو ، استغل القائد مارسان هذه الفرصة و أرسل فرسانه عبر هذه الثغرة لمهاجمة قلب جيش الحلفاء ، فعمل دوق مارلبورو بنفسه لصد هذا الاختراق و طلب من الأمير أوجين أن يمده بالخيالة الثقيلة فاستجاب الأخير رغم حراجة موقفه و قلة قواته ، و حصد القائدان نتيجة تعاونهما حيث أخفق الهجوم الفرنسي و تطور دفاع الحلفاء عن الثغرة إلى هجوم مضاد أسفر عن احتلال قرية (اوبرغلو) فتم عزل الجناح الأيسر للفرنسيين.

المرحلة الثالثة : امتدت حتى غروب الشمس ، زج خلالها الأمير أوجين باحتياطي قواته في هجوم على قرية (لوتزنجن) حيث انكفأ الجناح الأيسر الفرنسي ، بينما قام الدوق مارلبورو بهجوم عام بكامل قواته على قلب القوات الفرنسية التي تضاءل عددها لمساهمتها في معركتي (اوبرغلو) و (بلينهايم) في المرحلتين السابقتين ، و لم يستطع الماريشال مارسان تلبية طلب قائده تالارد بالمعونة لانشغاله بهجوم الأمير أوجين ، فأسفر هجوم الحلفاء في الوسط عن هزيمة القائد تالارد و تدمير وحدات المشاة و الفرسان هناك تدميرا ً كاملا ً ، بينما وقع القائد تالارد أسيرا ً ، فلما علم القائد مارسان و الالكتر بما حصل أخذا بالانسحاب من المعركة بسرعة و نظام تام محافظين على ما تبقى من قواتهما .

المرحلة الرابعة : استمرت حتى القسم الأول من الليل ، عملت خلالها قوات الحلفاء على تصفية الحامية القوية المدافعة عن قرية (بلينهايم) التي استسلمت بعد مقاومة شرسة .

بلينهايم في أرقام

خسائر الحلفاء : 4500 قتيل ، 7500 جريح . خسائر الفرنسيين : من 10 إلى 15 ألف قتيل ، ما يزيد على 15 ألف جريح ، 24000 أسير .

الثمار السياسية

ـ سقوط إقليم بافاريا بأيدي الحلفاء و خروجه من الحرب . ـ رفع التهديد عن عاصمة الإمبراطورية الجرمانية فيينا و إنقاذ التحالف . ـ إخماد ثورة هنغاريا .

المراجع

1ـ بسام العسلي ، سلسلة مشاهير قادة العالم ، مارلبورو ، المؤسسة العربية للدراسات و النشر ، بيروت ، الطبعة الأولى ، 1980، ص ص 33 -46 ، ص ص 71 – 98 .

2ـ حنا خباز ، المعارك الفاصلة في التاريخ ، دار الكاتب العربي ، بيروت ، ص ص 104 - 112.

3ـعبد العزيز نوار ، محمود محمد جمال الدين ، التاريخ الأوربي الحديث من عصر النهضة إلى الحرب العالمية الأولى ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1999 ، ص ص 176 - 182 .

Notes

  1. ^ The village of Blindheim (Blenheim in English) lies on the Danube River, 16 km (10 mi) southwest of Donauwörth in Bavaria, southern Germany.

References

  1. ^ Lynn 2013, p. 294.

Sources

External links