يوسف البحراني
يوسف البحراني | |
---|---|
شخصية | |
ولد | يوسف بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن عصفور الدرازي البحراني 1695 |
توفي | 1772 |
الديانة | شيعي إثنى عشري |
الجنسية | البحرين تحت الحكم الصفوي |
المدرسة | المدرسة الإخبارية |
أبرز الأعمال | الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة |
مناصب رفيعة | |
أستاذ | أحمد بن إبراهيم بن عصفور البحراني، أحمد بن عبد الله البلادي، حسين الماحوزي |
التلاميذ
|
| |||
---|---|---|---|
الأربعة عشر المعصومون | |||
|
|||
العقائد | |||
مفاهيم | |||
العبادات | |||
الأماكن المقدسة | |||
جماعات | |||
العلماء | |||
كتب الإثنا عشرية | |||
موضوعات متعلقة | |||
بوابات متعلقة | |||
يوسف بن أحمد البحراني وشهرته يوسف البحراني (1695–1772)[1] هو محدث وفقيه بحراني وأحد مراجع التطور الفكري للطائفة الشيعية الإثنى عشرية. على وجه التحديد، كان البحراني شخصية رئيسية في مناظرات الشيعة الاثني عشرية في القرن الثامن عشر بين الإخبارين والأصولين حول طبيعة الاجتهاد والفقه.[1] يُعرف باسم صاحب الحدائق نسبة إلى كتابه المشهور الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة.
سيرته
وُلد البحراني في قرية الماحوز (في البحرين المعاصرة)؛ ومنها أخذ لقبه.[1][2] في أعقاب الهجوم الذي شنته عُمان على جزيرة البحرين عام 1717، سافر البحراني إلى القطيف.[1][2] وأصبح رب الأسرة بعد وفاة أبيه عام 1719، وسافر ذهاباً وإياباً بين القطيف وجزيرة البحرين.[1][2] ثم سافر عام 1722 إلى إيران، بعد وقت قصير من استيلاء الأفغان على أصفهان. وهناك استقر في شيراز لخمس سنوات على الأقل، ثم انتقل إلى فاسا في جنوب شرق شيراز حيث بدأ في تأليف كتابه الحدائق الناضرة، وهو كتاب لم يكمله أبدًا.[1][2] بعد الاضطرابات التي شهدتها المنطقة، تعرض منزله للهجوم، وخسر مكتبته.[1][2] ثم غادر المنطقة إلى كربلاء، حيث أصبح عالماً مؤثراً وله العديد من التلاميذ.[1][2] توفي مات البحراني في كربلاء عندما انتشر الطاعون في العراق.[1][2]
امتد تأثير البحراني العلمي إلى ما هو أبعد من البحرين من خلال انتقاله إلى شيراز وكربلاء، حيث أسس شبكات فكرية هامة ساهمت في تقدم الفقه الشيعي الإثني عشري.[3] بعد فراره من الغزو العماني، حافظ البحراني على إرثه العلمي وعزز الشبكات الشيعية العابرة للحدود الوطنية، والتي أثرت على الحركات الدينية والسياسية اللاحقة في المنطقة. وقد عززت توجيهاته وتعاونه في كربلاء مكانته كشخصية محورية في التاريخ الفكري للشيعة الإثني عشرية.[3]
وعلى الرغم من أن أبه أصولي، فقد تمسك البحراني في البداية بالموقف الإخباري.[1][2] ثم اتخذ موقفاً اخبارياً معدلاً،[1] منتقداً الإخباريين المتشددين لتقسيمهم صفوف الإثني عشرية، ومثنياً على العلامة المجلسي لمنهجه الوسطي.[2] تختلف المدرسة الإخبارية التي تختلف عن الأصولية بأنها ترفض الدليل العقلي والإجماع كمصدر من مصادر التشريع الإسلامي.
مناظرة الإخباريين-الأصوليين
نشأ يوسف في البحرين التي حكمها الصفويون، في وقت من الاضطرابات الفكرية بين الشيعة الإخباريين والأصوليين. كانت عائلته من رجال الدين الأصوليين الذين عملوا أيضاً في تجارة اللؤلؤ. أجبره الغزو العُماني للبحرين عام 1717 هو وعائلته على الفرار، أولاً إلى القطيف، ثم إلى مكة ثم شيراز، قبل أن يستقر أخيراً في كربلاء. هناك أصبح مرجعية شيعية بارزة، وبالتالي ترأس المؤسسة الدينية.[4]
تبنى البحراني فكر المدرسة الإخبارية، رافضاً تعليمه الأصولي المبكر في البحرين. وتطور فكر البحراني من مذهب إخباري صارم إلى موقف تبنى بعض عناصر الأصولية؛ وأصبح المؤيد الرئيسي لجيله للعقيدة الإخبارية الجديدة.[5] ومع ذلك فقد رفض المبادئ الأصولية في الاستدلال الشرعي، والمنطق القياسي الذي تسمح به الأصولية في تفسير الشريعة، ومشروعية الجهاد أثناء غيبة الإمام.[6] يلخص المؤرخ خوان كول فكر البحراني على النحو التالي:
لم تقبل الإخبارية الجديدة للبحراني سوى مصدرين للفقه الإمامي، القرآن والروايات الشفهية من الأئمة. ومع ذلك، لم يذهب إلى حد القول بأنه لا يمكن فهم أي آية في القرآن دون تفسير الأئمة، وهو الموقف الذي تبناه أستر آبادي، محدث الإخبارية في العصر الصفوي، والذي ندد به الشيخ يوسف باعتباره متطرفًا. لقد رفض المبادئ الأصولية للإجماع والمنطق المستقل (العقل والاجتهاد). وشكك في المناهج العقلانية في التعامل مع الدين بوجه عام، واستشهد بإدانة قراءة الفلسفة. لكن الشيخ يوسف قبل صحة صلاة الجمعة عند غياب الإمام ولم يرفض تماما المواقف الأصولية في قضايا أخرى. وقد سعت إخباريته الجديدة البحرانية إلى أن تكون طريقاً وسطاً بين الأصولية المتطرفة والإخبارية المتطرفة.[7]
وقد اقترح البعض أن البحراني ربما وجد الأصولية التي تركز على الدولة أقل جاذبية نظراً للاضطرابات السياسية التي مر بها طوال حياته: أولاً كلاجئ من وطنه ثم مرة أخرى عندما عزل الغزاة الأفغان الصفويين.[8]
يقترح كول ثلاثة أسباب لانتصار الإخبارية في البحرين على الأصولية: غزوات البحرين وإيران الصفوية من قبل العمانيين والأفغان على التوالي، والتي قوضت الأصولية التي تركز على الدولة؛ والفجوة بين الأجيال التي ظهرت في نهاية القرن السابع عشر في الأسر الأصولية الصارمة مع خيبة أمل الأبناء بسبب فشل رجال الدين الأصوليين في مواجهة التحديات العمانية والأفغانية؛ والانقسامات الجغرافية التي نشأت بين الدراز حيث كان نفوذ البحراني أقوى وكانت منطقة البلاد القديم هي مركز الأصولية الصفوية القديمة.[9]
وفي كربلاء، واصل البحراني وأتباعه المناقشة الفكرية مع الأصوليين التي حفزت الحيوية الفكرية في البحرين. وتحت تأثير البحراني، كانت كربلاء خاضعة لسيطرة علماء التجار العرب، على الرغم من أن أول خلية أصولية أسسها رجل الدين الإيراني محمد باقر البهبهاني في ع. 1760. وازدادت ثقة البهبهاني تدريجياً، ومع تزايد عدد التلاميذ بالإضافة إلى الثروة التي اكتسبها من أقاربه في إيران والهند، بدأ في تحدي البحراني، وخلفه في النهاية باعتباره المفكر المهيمن في كربلاء عندما توفي البحراني عام 1772.[10] ويبدو أن البحراني كان على علاقة شخصية مع البهبهاني حيث كان الأخير يؤم الصلاة في جنازة البحراني.[1]
شعره
- له من قصيدة يذكر فيها ما جرى عليه من الملمات والمصائب بعد خروجه من البحرين نتيجة الحروب والنكبات التي أصابتها ويتأسف على فراقها، مطلعها:
ألا من مبلغ عصر الشباب... وشبانا به كانوا صحابي
ومنها:
وقد أصبحت في دهر كنود... به الغارات تشعل بالتهاب
وقد خلت المساكن من ذويها... فرارا في الوهاد وفي الهضاب
مصائب قد غدت منها دواما... دموع العين تجري بانسكاب
علتني نارها فغدوت منها... طريدا في الصحارى والشعاب
واعظم حسرة اضنت فؤادي... تفرق ما بملكي من كتاب
لقد ضاقت علي الأرض طرا... وسد علي منها كل باب
طوتني النائبات وكنت نارا... على علم بها طي الكتاب
ومن شعره أيضاً:
برق تألف بالحمى لحماتها... أم لامع الأنوار من وجناتها
وعبير ندّ عطّر الأكوان أم... ذا عنبر أهدته من نفحاتها
أكريمة الحسبين هل من زورة... تشفي المعنّى من عنا حسراتها
شاب العذار ولم تشوبوا هجركم... منها بشيء لا ولا بعداتها
جودوا ولو بالطيف إن خيالكم... يطفي من الأحشا لظى لهباتها
ويقول فيها:
لله أية وقفة لمحمد... في كربلا ريب على وقعاتها
ضربت عران الذل في أنف الهوى... فغدا يقادبه بنو قاداتها
من حيث أنصار هناك وفتية... سارت بما حفظته من ساداتها
فوق الخيول تخالها كأهلة... وبدور حسن لجن في هالاتها
فإذا سطت تخشى الأسود لكرّها... في الحرب من وثباتها وثباتها
ومنه، وضمنها في رسالة كتبها إلى أهله في البحرين بعد خوجه منها:
قلبي لأجل فراقكم موجوعُ... هل لي إلى ذاك الوصال رجوعُ
وحياتكم من بعدكم ما لذ لي... عيش وإني بالخيال قنوع
رقّوا لصبّ قد تدفّق جفنه... ببكائه فكأنه ينبوعُ
كيف التصبّر والحشا قد ضمّه... ماء ونار والهوى مجموع
مؤلفاته
- الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة. موسوعة فقهية ضخمة تتكون من... مجلد، وعليها العديد من الشروح والتعليقات والحواشي.[11]
- الكنوز المودعة في إتمام الصلاة في الحرم الأربعة.
- الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالب.
- كشف القناع عن صريح الدليل في الرد على من قال في الرضاع.
- أنيس المسافر وجليس الحاضر. وهذا الكتاب معروف ومشهور بين الناس باسم «كشكول البحراني».
- ميزان الترجيح في أفضلية القول فيما عدا الأوليين بالتسبيح.
- عقد الجواهر النورانية في أجوبة المسائل البحرانية.
- الصوارم القاصمة لظهور الجامعين بين ولد فاطمة.
- معراج النبيه في شرح من لا يحضره الفقيه. شرحٌ على كتاب «من لا يحضره الفقيه» لعلي بن بابويه القمي المعروف باسم الشيخ الصدوق.
- الرسالة المحمدية في أحكام الميراث الأبدية.
- تدارك المدارك فيما هو غافل عنه وتارك.
- لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرتي العينيين.
- قاطعة القال والقيل في انفعال الماء القليل.
- النفحات الملكوتية في الرد على الصوفية.
- الأربعون حديثاً في مناقب أمير المؤمنين.
- أعلام القاصدين إلى مناهج أُصول الدين.
- سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد.
- اللئالي الزواهر في تتمّة عقد الجواهر.
- الدرر النجفية من الملتقطات اليوسفية.
- أجوبة المسائل البهبهانية.
أساتذته
- أحمد بن عبد الله البلادي البحراني.
- عبد الله بن علي البلادي البحراني.
- أحمد بن إبراهيم البحراني. (والده)
- حسين الماحوزي.
تلامذته
- الشيخ محمد المازندراني، المعروف بأبي علي الحائري.
- الشيخ محمد مهدي النراقي، المعروف بالمحقّق النراقي.
- السيّد عبد الباقي بن محمّد حسين الخاتون آبادي.
- الشيخ أحمد بن محمد البحراني، ابن أخيه.
- الشيخ مهدي بن هداية الله الخراساني.
- السيّد محمد مهدي بحر العلوم.
- الشيخ أبو القاسم القمي.
- السيّد علي الطباطبائي.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س Newman, Andrew J. (2012-03-01) (in en), al-Baḥrānī, Yūsuf b. Aḥmad, Brill, doi:, https://referenceworks.brillonline.com/entries/encyclopaedia-of-islam-3/*-COM_23990, retrieved on 2023-10-31
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ Kohlberg, Etan (2020-08-30) (in en), BAḤRĀNĪ, YŪSOF, Brill, doi:, https://referenceworks.brillonline.com/entries/encyclopaedia-iranica-online/*-COM_6452, retrieved on 2023-10-31
- ^ أ ب Wright, Steven (2017). "Iran’s Relations with Bahrain," in Gawdat Bahgat, Anoushiravan Ehteshami & Neil Quilliam (eds.), Security and Bilateral Issues between Iran and its Arab Neighbours. DOI: 10.1007/978-3-319-43289-2_4
- ^ Juan Cole, Sacred Space and Holy War, IB Tauris, 2007 p71
- ^ Juan Cole, Sacred Space and Holy War, IB Tauris, 2007 p53
- ^ Roots of North Indian Shi‘ism in Iran and Iraq, Religion and State in Awadh, 1722-1859 Juan Cole, University of California Press, 1989
- ^ Juan Cole, Sacred Space and Holy War, IB Tauris, 2007 p53-4
- ^ Juan Cole, Sacred Space and Holy War, IB Tauris, 2007 p67
- ^ Juan Cole, Sacred Space and Holy War, IB Tauris, 2007 p55-6
- ^ Juan Cole, Sacred Space and Holy War, IB Tauris, 2007 p72
- ^ دعوة الحق. سليمان المدني، طبع البحرين، عام 2005 م، منشورات مكتبة المدني للمعلومات.
- Rival Empires of Trade and Imami Shiism in Eastern Arabia, 1300-1800, Juan Cole, International Journal of Middle East Studies, Vol. 19, No. 2, (May, 1987), pp. 177–203
وصلات خارجية
- An Account of the Life of the Author and the Events That Have Befallen Him, Autobiography of Yūsuf al-Bahrānī (1696–1772) from Lu’lu’at al-Baḥrayn, featured in Interpreting the Self, Autobiography in the Arabic Literary Tradition, Edited by Dwight F. Reynolds, University of California Press Berkeley 2001